الخميس، 21 يوليو 2016

الانقلاب الفاشل بعيون تركية

الانقلاب الفاشل بعيون تركية

جمال شعيب

باحث وكاتب سياسي لبناني في الشؤون الإقليمية والدولية، ناشر في العديد من مراكز الدراسات المحلية والإقليمية، وفي العديد من الصحف المحلية والإقليمية وعلى العديد من مواقع الإنترنت
المشهد الضبابي المُسيطر على "أخبار ونتائج الانقلاب" خارج تركيا، لم يكن كذلك داخلها، التضارب في المعلومات كان سيّد الموقف هنا وهناك، لكن المواطن التركي وبالرغم من التطوّرات المُتسارعة، التقط إشارات عدّة تشي بفشل العملية وضعف حجم التأييد شعبياً ورسمياً وعسكرياً لها، فتابعها وتفاعل معها من مشهد "إطلالة السكايب" إلى لحظة "المؤتمر الصحفي" في مطار اسطنبول وعينه على مستقبله ما بين المشهدين.
تركيا.. الانقلاب الذي لم يكتمل
تركيا.. الانقلاب الذي لم يكتمل
علمت بما حدث لحظة خروجي متأخّراً من المكتب، يقول صديق تركي تابَع الأحداث على الأرض بعين "الصحافي"، وصلت إلى ساحة "تاكسيم" وكان السوّاح هناك كمن لا يدري بما يجري من حولهم،  الشارع مليء بالرّواد كعادته في مثل هذه الساعة، فجأة تغيّر المشهد مع وصول العديد من المواطنين إلى الساحة التي يوجد فيها ٣ مجمّعات أساسية للشرطة، ومع بدء تجمعهم وصلت 3  مدرّعات للجيش، فجآة ومن دون سابق إنذار وخلال دقيقتين فقط بدأ اطلاق النار، الذي بدا واضحاً أنه لم يكن اشتباكاً بقدر ما كان عملية "إرهاب مُتبادَل" بين الشرطة والجيش حيث  إن الطرفين يتجنّبان إطلاق النار بشكل مُباشر على بعضهما البعض.   مع اشتداد حدّة الصُراخ وإطلاق النار، يتابع الزميل التركي، كان السواح الأجانب قد فروا من الساحة بشكل كامل، وصلت دفعة جديدة من المدنيين (الأمن والاستخبارات)، وأصبح عدد الموالين أكثر من عدد الانقلابيين مُضافاً إليهم مَن كان موجوداً أصلاً على شكل بائع متجوّل أو زائر عادي للساحة، فاستسلمت قوة الجيش وسلّمت أسلحتها ومدرّعاتها، وكانت تلك الإشارة الأولى إلى وجود خَطب ما، سوء تنسيق، ضعف في التواصل مع قيادة الانقلاب أو عدم رغبة في التصادم وسقوط الدماء، كلّها احتمالات تمر بذهن المُتابع، لكنني أيقنت أن هؤلاء ليسوا بوارد "فتح معركة".  مرّت ساعتان تقريباً على تسارع الأحداث في الشارع، ننتقل من الساحة إلى الشوارع القريبة، فنجد أن جنود الجيش (الإنقلابيين) بحال صدمة، فمشهد الجموع التي بدأت تطوّقهم كان مفاجئاً، لعلهم لم يعلموا بإطلالة "السكايب" التي دعا خلالها أردوغان الشعب للنزول إلى الشارع ومساندة "الشرعية"، بل لعلّهم لم يعلموا بأي شيء آخر غير التعليمات التي تلقّوها منذ خروجهم إلى الشوارع.             لبّى الآلاف دعوة أردوغان وتوجّهت الحشود نحو ساحة "تاكسيم"، كانوا خليطاً من الفئات العُمرية، كبار في السن وشباباً، ذكوراً وأناثاً، كنت تشاهد من مكانك أبواب المباني والمنازل تُفتح ويخرج منها من يتّشح بالعلم التركي ويُجدّ السير نحو أقرب تجمّع للمواطنين. أكثر من عشرين غارة وهمية في سماء المدينة، الطائرات الحربية تخترق جدار الصوت بطريقة استعراضية، لم يكن ثمة حاجة لاستهداف المنطقة بقربنا، يؤكّد الصديق التركي، المنطقة سياحية بامتياز، ولم يعد للجيش تواجد هنا، أما على الجهة الأخرى لناحية الجسور فقد كان الجيش يقطعها من جهة الوسط والشرطة من بدايتها، والناس في الوسط أو على الأطراف تتابع وتنتظر، قبل أن تبدأ الجموع بالتوجّه نحو منطقة "حربية" و"عثمان بيه" لتطويق ثكنات الجيش الموجودة هناك، خليط كبير من كل الانتماءات والأطياف بشكل لا يمكن تخيّله ويسهل فهمه، خوف البعض من استبدال الإسلاميين الذين يعرفهم في السلطة بإسلاميين لا يعرف كيف سيتصرّفون إن وصلوا (خاصة بعد اتهام جماعة فتح الله غولن بالوقوف وراء الانقلاب)، كما أن خشية البعض الآخر من استغلال الأكراد للحظة الانقلاب كانت حاضرة، أما البعض الآخر فكانت دوافعه اقتصادية بحتة، وضعه الاجتماعي الذي يحلو له أن يشبّهه بالدول الأوروبية لا يبدو أنه مُتحمّس لتغييره كرمى لعيون أحد، لا بل أنه لا يُصدّق أن هذا الوضع الاقتصادي والاجتماعي الحالي يمكن أن يُعيد تركيا إلى "زمن الانقلابات".   إعلامياً، كانت المفاجأة بالنسبة للزميل التركي كما لغيره من الزملاء العرب الموجودين في أنقرة صادمة، إذ أجمع عدد كبير منهم على استغراب ما حصل، فبعد سيطرة عناصر من الانقلابيين على التلفزيون الرسمي، كان واضحاً أن قنوات المعارضة استلمت المبادرة، وتصدّت إعلامياً لهم، كان المشهد مفاجئاً لكنّه حقيقي، لم تُسكِت سيطرة الانقلابيين على التلفزيون الرسمي أصوات المعارضين، لا بل انبرت تلك القنوات للاتصال برموز الدولة وايصال صوتهم إلى الناس، وهذا الأمر كان له الأثر الكبير في زيادة عدد المندفعين إلى الشوارع.   في القراءات الإعلامية لفشل الانقلاب يختلف المشهد قليلاً بين زميل وآخر، قلّة التنسيق الواضحة كما يعبّر أحد الزملاء، وفشل الانقلابيين في إحداث صدمة كافية تدفع باقي الجيش للانضمام لهم كما يؤكّد آخر، وغياب الضبّاط الكبار عن مراكزهم خارج أنقرة بسبب توجّههم إلى المحافظات لقضاء العطلة، وبالتأكيد وجود القوات الخاصّة والاستخبارات التي تولّت ملاحقة الانقلابيين واستعادة السيطرة على التلفزيون الرسمي ومنعهم من بث بيان الانقلاب .. كلها أسباب اجتمعت ضدّهم وسرّعت في فشل انقلابهم.  بقاء عدد كبير من ضبّاط الجيش على الحياد، عزّز وضع أردوغان، وقد لا يكون السبب عائداً لمعارضتهم للانقلاب فلكل حساباته، ولعل نسبة كبيرة منهم فضّلت الانتظار ومعرفة مآل الأمور، قبل أن يُعجّل في قرارهم مسارعة القوات الخاصة والاستخبارات إلى تطويق أكبر عدد من الثكنات العسكرية بدعم من الشرطة والمواطنين.             عاد أردوغان لى اسطنبول، بدأت الوقائع تدفع المتردّدين إلى حسم خياراتهم، ولم يكن غريباً أن يختار عدد كبير منهم "صف الدولة" المضمون، حتى بالنسبة للمواطن التركي الخائف من "المستقبل المجهول" في بلد مُحاط بالاضطرابات وتغزوه الارتدادات من وقت إلى آخر، خوف يدفع أقصى المتحفّظين على طريقة حكم أردوغان للتمسّك بوضعه الحالي  من دون أن ينسى من وقت إلى آخر طرح أسئلة من نوع "غريب.. لماذا.. في اليوم التالي للإنقلاب كانت كل وسائل النقل مجانيّة.."؟!.

الأربعاء، 20 يوليو 2016

تركيا تحجب موقع ويكيليكس بعد نشر رسائل للحزب الحاكم

تركيا تحجب موقع ويكيليكس بعد نشر رسائل للحزب الحاكم
0208221360
تركيا تحجب موقع ويكيليكس بعد نشر رسائل للحزب الحاكم
AHDATH.INFO  وكالات
قال مجلس الاتصالات في تركيا وهو الهيئة المعنية بالرقابة على الانترنت إنه حجب موقع ويكيليكس اليوم الأربعاء بعد ساعات من نشر الموقع لآلاف الرسائل الإلكترونية للحزب الحاكم في الوقت الذي تواجه فيه أنقرة تبعات محاولة الانقلاب الفاشلة.
وجرى فصل أو اعتقال نحو 50 ألف من العسكريين وأفراد الشرطة والقضاة والمعلمين منذ فشل محاولة الانقلاب في حين عبر حلفاء غربيون عن قلقهم بشأن نطاق تلك الحملة.
ونشر موقع ويكيليكس أمس الثلاثاء نحو 300 ألف رسالة إلكترونية من حزب العدالة والتنمية الحاكم في الفترة من عام 2010 حتى السادس من يوليو تموز الجاري. وذكر الموقع أنه ينشر تاريخ تلك الرسائل التي حصل عليها قبل محاولة الانقلاب “كرد فعل على عمليات التطهير التي نفذتها الحكومة بعد فشل الانقلاب.”
وأضاف ويكيليكس أن مصدر الرسائل الإلكترونية لا علاقة له بمدبري الانقلاب أو بحزب سياسي منافس أو دولة منافسة.
وينشر موقع ويكيليكس الذي أسسه جوليان أسانج وثائق مسربة معظمها حكومية. وفي 2010 نشر ويكيليكس وثائق سرية تتعلق بالجيش الأمريكي والدبلوماسية الأمريكية في واحدة من أكبر وقائع تسريب المعلومات في تاريخ الولايات المتحدة.
وذكر مجلس الاتصالات التركي اليوم الأربعاء أن “إجراء إداريا” اتخذ ضد الموقع وهو التعبير الذي يستخدمه عادة عند حجب أي مواقع.
وعادة ما تحجب تركيا المواقع الإلكترونية ردا على أحداث سياسية وهو ما يراه منتقدون ومناصرون لحقوق الإنسان جزءا من حملة أوسع على الإعلام وحرية التعبير.

الثلاثاء، 19 يوليو 2016

بلاغ حول تركيا

بلاغ حول تركيا

شهدت تركيا ليلة الجمعة 15 جويلية الجاري، محاولة انقلابية، قامت بها قطاعات من الجيش التركي ضد حكم حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان. وقد خلّفت هذه المحاولة الانقلابية العشرات من الضحايا، كما أدت إلى اعتقالات كبيرة في صفوف المؤسسة العسكرية، وما يزال الغموض يكتنف إلى حد الآن ملابسات هذه المحاولة الانقلابية والأطراف الداخلية والخارجية التي تقف حقيقة وراءها.
إن الأحزاب والمنظمات المشاركة في المؤتمر الرابع للنهج الديمقراطي بالدار البيضاء بالمغرب (15 و16 و17 جويلية / يوليو 2016)، إذ تذكر بمناهضتها للانقلابات العسكرية وسيلة لتغيير أنظمة الحكم، وإذ تعتبر أن التغييرات الحقيقية هي التي تنجزها الشعوب وقواها الحية، عن طريق الثورة أو عن طريق انتخابات حرة وديمقراطية، من أجل تحقيق الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، فإنها:
• تعبّر عن رفضها للمحاولة الانقلابية في تركيا التي تذكر بأحلك فترات الاستبداد الذي اكتوت بناره شعوب تركيا كل مرّة إثر الانقلابات العسكرية السابقة.
• تؤكّد أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وعلى رأسه أردوغان، هو الذي أوصل البلاد، بسبب سياساته الداخلية والخارجية، الخرقاء والمغامرة والعدوانية، إلى مثل هذه الحالة من الفوضى وعدم الاستقرار التي تغذي بلا شك، من جملة ما تغذّي، النزعات الانقلابية والمغامرية.
• تعبّر عن مساندتها لنضال الشعوب التركية من أجل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والكرامة والسلم في داخل تركيا وفي المنطقة، وهي تنبه هذه الشعوب إلى خطر احتمال استغلال أردوغان وحزبه هذه المحاولة الانقلابية لقمع الحريات والتراجع عن المكاسب الديمقراطية، ووضع الأسس لاستبداد جديد قائم على الحكم الفردي واحتكار حزب العدالة والتنمية للحياة السياسية.
• تؤكد أن الحل الحقيقي للأزمة التي تهز تركيا يكمن في إقامة نظام ديمقراطي، اجتماعي، علماني، يحترم حقوق القوميات والأقليات في العيش بكرامة، كما يحترم خاصة حق الشعب الكردي الذي ما انفك يتعرض لأبشع أنواع الاضطهاد، في العيش بحرية وبسلام، ويقيم مع شعوب ودول المنطقة، علاقات أخوية وسلمية، مؤسسة على التعاون وخدمة المصلحة المشتركة.
الممضـون:
حزب النهج الديمقراطي (المغرب)
الجبهة الشعبية (تونس)
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (فلسطين)
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (فلسطين)
الحزب الشيوعي (الماركسي اللينيني) الإسباني
الحزب الشيوعي الفرنسي
الحزب الشيوعي لشعوب إسبانيا
حركة "الثورة المواطنيّة" (الإكوادور)
حزب اليسار الأوروبي
حزب اليسار (فرنسا)
حزب العمال (تونس)
حزب العمال (تركيا)

إرث الجيش: تاريخ الانقلابات العسكرية في تركيا

coup_c045878f3b5434762ea420f1 إرث الجيش: تاريخ الانقلابات العسكرية في تركيا July 16, 2016 «إنه انقلاب. اذهبوا إلى منازلكم». بهذه العبارة رد جندي تركي مساء الجمعة على مواطنين مرتبكين من مشهد الطائرات العسكرية والدبابات في شوارع إسطنبول، قبل أن تصدر مجموعة من الجيش بيانًا تؤكد فيه قيام انقلاب «من أجل إعادة إرساء النظام الدستوري وحقوق الإنسان والحريات وحكم القانون والأمن العام الذي تم تقويضه». توالت بعدها الأحداث التي حكمت على الانقلاب بالفشل، لكن هذه المحاولة ذكرتنا بأن إرث تركيا من الانقلابات العسكرية قد لا يظل حبيس كتب التاريخ. ليلة عنيفة شهدتها تركيا، مع إعلان حظر التجول وحالة الطوارئ وإغلاق جميع المطارات. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان مسافرًا في إجازة خاصة، تحدّث في مكالمة عبر تطبيق الهاتف فيس تايم مع مذيعة محطة سي إن إن التركية وقال إن من انقلبوا لا يمثلون سوى مجموعة صغيرة داخل الجيش وأنهم «سيدفعون الثمن غاليًا». ودعا المواطنين إلى تحدي حظر التجول والخروج إلى الشوارع والساحات العامة، مضيفًا إنه «لا يوجد سلطة تعلو على سلطة الشعب». خرج الأتراك إلى الشوارع بالآلاف، وعاد أردوغان إلى اسطنبول ليوجّه خطابًا متلفزًا من مطار أتاتورك، ومع ساعات الصباح بدا أن محاولة الانقلاب قد أحبطت، مخلفة حتى عصر السبت ٢٦٥ قتيلًا، بينهم ١٦١ مدنيًا وشرطيًا و١٠٤ من عناصر الجيش المشاركين في الانقلاب، و٢٨٤٠ معتقلًا من العسكر، بحسب مصدر تركي رسمي. جميع الأحزاب التركية بما فيها حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، المعارض بشدة لأردوغان، اتخذت موقفًا موحدًا ضد الانقلاب. هذا المشهد كان مختلفًا تمامًا عمّا عهده الجيل الذي عاصر انقلابات تركيا السابقة، والذي كان آخرها عام ١٩٩٧ ضد الحكومة التي قادها حزب الرفاه، إسلامي التوجه، عندما قرر الجيش أن يرغم رئيس الوزراء نجم الدين أربكان على الاستقالة بسبب سياسات حكومته ذات الطابع الإسلامي. نستعرض هنا تاريخ الانقلابات الأربعة التي شهدتها الجمهورية التركية الحديثة. ٢٧ أيّار ١٩٦٠ كان هذا الانقلاب الأول بعد أن أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية عام ١٩٢٣. عقدت أول انتخابات ديمقراطية في عهد الجمهورية عام ١٩٤٦، ثم في انتخابات عام ١٩٥٠ هُزم الحزب الجمهوري (حزب أتاتورك) ووصل الحزب الديمقراطي إلى السلطة برئاسة عدنان مندريس. في عام ١٩٦٠، نفذت مجموعة من ضباط الجيش بقيادة الجنرال جمال جورسيل انقلابًا عسكريًا ضد حكومة مندريس سيطرت فيه على الحكم، ونُفذ حكم الإعدام برئيس الوزراء مندريس واثنين من وزرائه بتهمة الخيانة العظمى وتقويض الدستور وإساءة استخدام الأموال العامة، بينما حكم على الرئيس جلال بايار بالسجن مدى الحياة. تختلف الروايات عن سبب هذا الانقلاب، فالبعض يعزوها إلى توجهات مندريس الإسلامية مثل افتتاحه لأول معهد لتدريس الشريعة منذ عام ١٩٢٣ والسماح بإعادة الآذان باللغة العربية وقراءة الآذان باللغة العربية. في حين يقول آخرون أن الضباط الذين قادوا الانقلاب قد تلقوا تدريبًا من قبل الحكومة الأمريكية لتشكيل وحدة جيش سريّة مناهضة للشيوعية، وأنهم تدخلوا بعد أن قرر مندريس التوجه إلى الاتحاد السوفييتي للحصول على دعم اقتصادي إثر نفاذ المساعدات الأمريكية التي حصلت عليها تركيا ضمن مشروع مارشال. عام ١٩٦١، تم تعديل الدستور وإقراره بعد استفتاء شعبي. وفي عام ١٩٦٥ عادت الانتخابات للانتظام، وفاز حزب العدالة بغالبية مقاعد البرلمان ليشكل حكومة برئاسة سليمان ديمريل، الذي فاز مجددًا في دورة ١٩٦٩، قبل أن ينقلب عليه الجيش عام ١٩٧١. ١٢ آذار ١٩٧١ كانت السياسات الاقتصادية لحكومة ديمريل على يمين الوسط: محافظة اقتصاديًا، ومؤيدة للغرب والخصخصة والاستثمار الأجنبي. ساءت الأوضاع الاقتصادية في تركيا كثيرًا في ستينات القرن الماضي، وزاد الاحتقان والتوتر والاستقطاب بين أقصى اليسار وأقصى اليمين. على اليسار، قامت مظاهرات كبيرة واعتصامات عمّالية واسعة النطاق في أواخر الستينات (ضمن موجة الحركات الطلابية والشبابية التي انتشرت في العام عام ١٩٦٨)، قابلها حزب الحركة القومية اليميني، وحزب النظام الوطني الذي أسسه نجم الدين أربكان عام ١٩٧٠ وكان أول حزب سياسي ذا طبيعة إسلامية منذ تأسيس الجمهورية التركية عام ١٩٢٣ وجاهر برفض المبادئ الكمالية للجمهورية، مما استفز الجيش. ما بين عامي ١٩٧٠ و١٩٧١، نفّذ شباب حزب الحركة القومية، الذين عرفوا بالذئاب الرمادية، اغتيالات عديدة استهدفت مئات الأكاديميين والمفكرين اليساريين، من ضمنهم أكراد. تعرّض كذلك أعضاء في الحكومة لاعتداءات وتفجيرات، وبدت حكومة ديمريل عاجزة تمامًا عن فرض الأمن. هنا تدخّل الجيش عام ١٩٧١ في انقلاب بات يعرف بـ«انقلاب المذكرة»، إذ أرسلت قيادة الجيش مذكرة إلى رئيس الحكومة بمثابة إنذار نهائي طالبه فيها بالتنحي، وهو ما فعله ديمريل دون مقاومة، ليعلن الجيش الأحكام العرفية ويحكم عبر حكومات انتقالية محافظة حتى أيلول ١٩٧٣. Al-Urdon-1971coup الصفحة الأولى من صحيفة الأردن، السبت ١٣ آذار ١٩٧١ Herald Tribune 1971 coup الخطوات التي اتخذها الجيش لإعادة فرض الأمن تمثّلت عمليًّا بقمع المجموعات اليسارية، فتم منع التجمعات النقابية والمظاهرات، وتم تعديل الدستور عامي ١٩٧١ و١٩٧٣ بشكل يقيّد الحريات العامة ويضعف القضاء ويزيد من صلاحيات السلطة التنفيذية. منعت السلطات العسكرية أيضًا حزب النظام الوطني عام ١٩٧٢ بحجة أنه يخرق المبادئ العلمانية في الدستور، فقام أربكان بتأسيس حزب الخلاص الوطني، ذي المبادئ الإسلامية أيضًا. في انتخابات عام ١٩٧٣ حصل حزب الخلاص الوطني على ٤٨ مقعدًا في البرلمان التركي، ودخل حكومة ائتلافية عام ١٩٧٤ بقيادة حزب الشعب الجمهوري. عاد سليمان ديمريل إلى رئاسة الوزراء عام ١٩٧٥ على رأس حزب العدالة المحافظ، وشكّل تحالفًا ضم حزب الخلاص الوطني – إسلامي التوجه، وحزب الحركة القومية – اليميني. لكن حالة عدم الاستقرار تفاقمت في تركيا وسادت البلاد ما بين عامي ١٩٧٦ و١٩٨٠ موجة من العنف من مجموعات يمينية مسلحة في مواجهة المعارضة اليسارية راح ضحيتها أكثر من خمسة آلاف شخص، إلى أن تدخل الجيش مرة أخرى عام ١٩٨٠. ١٢ أيلول ١٩٨٠ أعلن مجلس الأمن القومي التركي، الذي يترأسه قائد الجيش كينان إيفرن، عن انقلاب عسكري يوم ١٢ أيلول ١٩٨٠. وأمر المجلس بحل الحكومة والبرلمان وإعلان الأحكام العرفية وتعليق العمل بالدستور وحظر جميع الأحزاب السياسية والنقابات العمّالية. ودعا إيفرن للوقوف ضد الأحزاب الشيوعية والفاشية والإسلامية والعودة إلى المبادئ الكمالية للجمهورية. يعتبر هذا الانقلاب الأكثر دموية في تاريخ تركيا، إذ اعتقل أكثر من نصف مليون شخص، لم يقدّم سوى نصفهم إلى المحاكمة، وتم تنفيذ حكم الإعدام في خمسين منهم، كما تم سحب الجنسية من الآلاف، وتعرض آلاف للتعذيب في السجون، وظل كثيرون آخرون في عداد المفقودين. حكم مجلس الأمن القومي من عام ١٩٨٠ حتى ١٩٨٣، وسن دستورًا جديدًا للبلاد عام ١٩٨٢، هو الدستور القائم اليوم مع بعض التعديلات. تم تعيين إيفرن رئيسًا للبلاد لولاية سبع سنوات، ورفع الأحكام العرفية عام ١٩٨٣ لتجري الانتخابات النيابية، ويسلّم الجيش الحكم للحكومة المنتخبة. AlRai-1980-coup 1980coup Al Qabas 1980 في عام ٢٠١٤ أصدر محكمة الجنايات التركية حكمًا على أيفرن (٩٤ عامًا)، وقائد سلاح الجو وقت الانقلاب تحسين شاهين كايا (٨٩ عامًا)، بالسجن مدى الحياة بسبب دورهما في الانقلاب العسكري. تم الطعن بالحكم وتعطّل إصدار القرار النهائي، لكن الحكم حمل رمزية كبيرة وكان جزءًا من مساعي أردوغان لتحجيم الجيش الذي قاد أربعة انقلابات خلال أربعين عامًا. ٢٨ شباط ١٩٩٧ تأسس حزب الرفاه ذو التوجه الإسلامي عام ١٩٨٣ (كخليفة لحزب الخلاص الوطني الذي منعته السلطات العسكرية بعد انقلاب ١٩٨٠). وفي منتصف التسعينات هزّ حزب الرفاه المشهد السياسي التركي عندما حقق نجاحًا كبيرًا في الانتخابات البلدية عام ١٩٩٤ (التي أصبح رجب طيب أردوغان من خلالها عمدة مدينة اسطنبول)، والانتخابات الوطنية عام ١٩٩٥ والانتخابات المحلية عام ١٩٩٦، إذ حصل على ١٥٨ مقعدًا من أصل ٥٥٠ مقعد في البرلمان التركي ليشكل حكومة ائتلافية مع حزب الطريق الحق (المؤيد للانضمام للاتحاد الأوروبي). وفي ٢٨ حزيران ١٩٩٦ استلم رئيس حزب الرفاه نجم الدين أربكان رئاسة الحكومة ليكون بذلك أول رئيس وزراء في تاريخ الجمهورية التركية يحمل فلسفة سياسية إسلامية. اعتبرت قيادات الجيش أن أربكان يقوّض الأساسات العلمانية للدولة التركية الحديثة بسياساته التي نفّذها بعد استلامه الحكم، مثل القيام بزيارات رسمية لليبيا وإيران، ومحاولة بناء مسجد في ساحة تقسيم، ومحاولة تغيير العطل الرسمية، والسماح للنساء العاملات في المؤسسات الحكومية بارتداء الحجاب وغيرها. قرر الجيش القيام بما عرف بـ«انقلاب أبيض» إذ قام بتنسيق حملة لإجبار أربكان على الاستقالة، دون حل البرلمان أو تعطيل الدستور أو إعلان الأحكام العرفية. Al-Quds-AlArabi-1997coup صحيفة القدس العربي، السبت ١ آذار ١٩٩٧. في عام ١٩٩٨، أصدرت محكمة عليا قرارًا بحظر حزب الرفاه لأنه «خرق المبادئ العلمانية للدستور»، ومنع قياداته من العمل في السياسة لمدة خمس سنوات. بالتالي أجبر غالبية أعضاء الحزب المئة وخمسين في البرلمان أن يصبحوا نوابًا مستقلين، بينما أمرت المحكمة بإقالة بعضهم. في عام ٢٠١٣، وتحت حكم أردوغان، بدأت محاكمة أكثر من مئة ضابط من قيادات الجيش التركي بسبب دورهم في انقلاب عام ١٩٩٧، من بينهم الجنرال اسماعيل حقي قرضاي الذي كان رئيس هيئة الأركان ما بين عامي ١٩٩٤ – ١٩٩٨. هذه المحاكمة جاءت بعد عام من الحكم على ٣٠٠ ضابط ومتقاعد عسكريين بتهمة التخطيط لانقلاب عام ٢٠٠٣. * الصورة الأولى لجنود ومتظاهرين في ساحة تقسيم في إسطنبول فجر ١٦ تموز، بعدسة سيدات سونا، الوكالة الأوروبية للصور الصحفية، عن NBC News

كتبت الدكتورة هدى جانات .. كيف ولماذا فشل الانقلاب العسكري في تركيا رغم ان كل شيء كان مخطط له باحكام ؟؟

كتبت الدكتورة هدى جانات .. كيف ولماذا فشل الانقلاب العسكري في تركيا رغم ان كل شيء كان مخطط له باحكام ؟؟

السبت 16/07/2016
كتبت الدكتورة هدى جانات .. كيف ولماذا فشل الانقلاب العسكري في تركيا رغم ان كل شيء كان مخطط له باحكام ؟؟

يقال اذا ظهر السبب بطل العجب ... تابعوا معي ..
كما قلت لكم سابقا قبل شهر ان انقلاب عسكري سيحدث في تركيا في الصيف وصدقت تنبؤاتي ....ساشرح لكم اليوم كيف فشل هذا الانقلاب ..
و كما شاهد العالم اجمعه ليلة امس ...انقلاب عسكري في تركيا لم يتوقعه حتى ابرع المحللين السياسيين اتراك كانوا او اجانب ..انقلاب نفذه 60% من الجيش التركي بما فيه اركان القوات الجوية والمشاة وحتى جنود الاحتياط خرجوا للشارع لدعم زملائهم اذا هو كان انقلاب منظم على حكم الدكتاتور اردوغان ...
دخلت دبابات الجيش للشوارع في انقرة واسطنبول اكبر المدن التركية ..وحلقت مروحيات الجيش وهي تحمل جنود يتم انزالهم للمراكز الحيوية للسيطرة عليها وتم ذلك بنجاح حيث تمت السيطرة على مبنى التلفزيون ومطار اتاتورك الدولي ومبنى البرلمان والقصر الرئاسي ...حيت يتواجد اردوغان الذي تم نقله بمروحية عسكرية للمطار انقر الدولي وطلب منه مغادرة البلاد على الفور ...


وافق اردوغان على مطالب قادة الانقلاب ...بشرط المحافظة على حياته وحياة اسرته وكان له ذلك ..
بعدها قام بتسجيل صوتي على متن الطائرة على السكايب يطالب انصاره بالجهاد والخروج للشارع بالسلاح لايقاف هذا الانقلاب ..
لم يخرج للشارع احد في الساعات الاولى من الانقلاب وكان المشهد ضبابي ..اللهم من كانوا يساندون هذا الانقلاب وشاهدناهم بالاف يسيرون بجانب دبابات الجيش ويحيون الجنود وهم يرفعون رايات تركيا اشارة الى مؤسس تركيا الحديثة مصطفى اتاتورك ...
ماذا حدث بعدها ؟؟
طارت طائرة اردوغان من مطار انقرة خارج البلاد وطلب اردوغان اللجوء الى المانيا فرفضت ..ثم الى اذربيدجان التي اغلقت حدودها الجوية كما فعلت ايران في وجه اردوغان ..
لم يبقى لاردوغان غير العودة ..وهنا نقطة التحول الكبيرة ..نزلت طائرة اردوغان في قاعدة انجرليك الامريكية في جنوب تركيا ..وحدث قبلها اتصال بين اردوغان واوباما على الهاتف عبر الطائرة كما ذكرت الواشنطن بوست ...طلب اردوغان من اوباما السماح بنزول طائرته في القاعدة الامريكية ...بعدها بلحظات تدخلت 12 طائرة F16 مجهولة في سماء انقرة واسطنبول واسقطت مروحيات الجيش التركي وكان عددها 25 مروحية تقل جنود وبعض القادة كانوا متوجهين للسيطرة على مراكز حيوية اخرى في البلاد ..ضارت حرب حقيقة في الجو بين القوات الجوية الامريكية ومروحيات الجيش التركي ..قتل من فيها و اسقطت كل المروحيات التركية وقتل معظم الجنود والظباط ممن كانوا عليها وبلغ عددهم اكثر من 800 جندي و50 ظابط ...
تلقى قائد القوات الجوية التركية اتصال من المخابرات الامريكية CIA تطالبه بالاستسلام ووقف الانقلاب او سيتم سحق كل الجنود الاتراك على الحدود وفي الشوارع عبر الجو ..
لم يكن لقادة الانقلاب خيار ..غير وقف الانقلاب و امر الجنود بالانسحاب من الشارع وانهاء الانقلاب .
هل فهمتم الان سبب وجود اي قاعدة امريكية في اي بلد ؟؟ هو منع حدوث ما كان سيحدث البارحة في تركيا ..نفس الشيء في دول الخليج قطر والسعودية والبحرين والكويت والامارات ..كلها محاطة بقواعد عسكرية امريكية لمنع اي انقلاب شعبي او عسكري ضد انظمة تخدم مصالحهم وتنفذ اوامرهم بالحرف الواحد ...كما يفعل اردوغان .
نعم فشل الانقلاب البطولي الذي قام به قادة اركان القوات الجوية في الجيش التركي ...فشل بعد تدخل اقوى قوة عظمى على وجه الارض هنالك فيديو على اليوتوب يظهر تساقط مروحيات الجيش التركي كالذباب ..اكثر من 24 مروحية محملة بجنود وقادة وظباط اسقطت في رمشة عين .. من اسقطهم من السماء ؟؟ اذا كان قادة الانقلاب هم قادة سلاح الجو التركي ..من غير نظام الباتريوت الامريكي المضاد للصواريخ والطائرات ..
ان الخطا الوحيد في نظري الذي قام به قادة الجيش التركي وافشل انقلابهم هذا ..هي الخطوة التي اتخدوها وكانت متسرعة بسحب القوات التركية من العراق والامر بقصف مراكز داعش على الحدود التركية ..
هذا الفعل وهذه الاوامر اعتبرتها امريكا عدوان ضدها وضد مصالحها واستنتجت ان قادة الجيش التركي الانقلابيين ضدها لا محالة ..وقد يهددون وجودها العسكري في تركيا ولما لا اغلاق قاعدة انجرليك الامريكية في جنوب البلاد ...وقفت امريكا مع اروغان لان مصالحهم مشتركة في سوريا او في العراق ..فقرر اوباما افشال الانقلاب بالقوة...وعادة اردوغان صباح اليوم الى انقرة من قاعدة انجرليك الامريكية في اكبر طائرة عملاقة حربية في العالم ..طارئة هيركوليس .
اردوغان ساقط سياسيا ..وامنيا ...وحتى شعبيا ..فمن خرج لمساندته لا يمثل حتى 3% من الشعب التركي بينما الاغلبية اغلقت الابواب والتزمت باوامر الجيش اشارة الى تضامنها مع قادة الانقلاب .
لولا امريكا وقوات المارينز والطيران الامريكي ...لكان اردوغان اليوم لاجئ في احدى الدول هذا اذا قبلت لجوءه اي دولة ...لو نجح الانقلاب لانتهت معانات السوريين والعراقيين مع الارهاب والمفخخات التي تدخل من تركيا ..لانتهى الارهاب الداعشي في المنطقة ...لتوقفت هجرة الشعوب وموتها في البحر غرقا ..لانخفضت تجارة الاعضاء البشرية في العالم ..لانكسرت شوكة الاخوان المسلمين وتفجيراتهم في مصر ..لوجد قادة داعش انفسهم معتقلين في تركيا ...كل هذا كان سيحدث لو نجح انقلاب امس ...ولكن هذا ليس في مصلحة امريكا ولا مصلحة سياساتها في المنطقة . 
فقامت بافشال هذا الانقلاب المقدس على اكبر طاغية عرفه العصر الحديث .
وهذا ما حدث في الواقع .
د. هدى جنات

انقلاب تركيا: من كان يقف وراء محاولة الانقلاب العسكري؟

انقلاب تركيا: من كان يقف وراء محاولة الانقلاب العسكري؟

  • 17 يوليو/ تموز 2016
Image caption جنود استسلموا على جسر البوسفور بعد التأكد من فشل محاولة الانقلاب التي شاركوا فيها
شهدت الجمهورية التركية، منذ تأسيسها، تدخلات عديدة للجيش في الحياة السياسية من خلال أربعة انقلابات عسكرية، اثنان منها أدت لتغيير الحكومة دون سيطرة الجيش على مقاليد الحكم.
لكن جميع تلك الانقلابات كان لها عواقب وخيمة على البلاد، وأزهقت الكثير من الأرواح. ولا يمكن مقارنة أيا منها بما حدث ليلة 15 يوليو/ تموز 2016.
لكن هل كنا نتوقع حدوث محاولة الانقلاب هذه؟ لا. حتى في ظل أحاديث عن عدم رضا القيادات الوسطى في الجيش التركي عن سياسات الرئيس رجب طيب إردوغان، غير الليبرالية، فإن الانقلاب كان مستبعدا بشدة من جانب الكثيرين.
يرجع هذا لعدة أسباب.
أولا، الحد من تدخل الجيش في الحياة السياسية كان أحد التعهدات الرئيسية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، منذ فترة ولايته الثانية وتشكيل الحكومة.
في عام 2007، عارض قائد القوات المسلحة الجنرال يشار بويوكانيت، تولي عبد الله غول، مؤسس حزب العدالة والتنمية ورفيق إردوغان منذ فترة طويلة، رئاسة البلاد.
لكن حزب العدالة والتنمية والبرلمان تجاهلا اعتراض الجنرال بويوكانيت وانتخبا غول رئيسا لتركيا.
وعاد الجنرال مرة أخرى ليحاول التدخل في تحديد مهام الحكومة، الأمر الذي أشار إلى وجود صراع بين حزب العدالة والتنمية والجيش، ما زاد من الدعم لحزب العدالة والتنمية.
وبعد شهر واحد من تدخل الجنرال بويوكانيت، باشرت الحكومة تحقيقا جنائيا مطولا وعالي المستوى في القضية التي عرفت باسم ايرجينيكون Ergenekon.
وكانت ايرجينيكون، وفقا للائحة الاتهام، عبارة عن منظمة إرهابية تتألف من القوميين العلمانيين في "الدولة العميقة"، داخل النظام السياسي.
Image caption احدى النظريات تتهم الكماليين بالتدبير لهذا الانقلاب بينما يرى آخرون أن أنصار غولن حاولوا السيطرة على البلاد قبل يوم من اعتقالهم
وشملت الاتهامات التخطيط لتنفيذ اغتيالات وتفجيرات للإطاحة بالحكومة، والتأثير على المناخ السياسي للبلاد لعقود.
وكان من بين المتهمين قائد القوات المسلحة السابق، الجنرال ايلكر باشبوغ.
في عام 2010، بدأت التحقيقات في قضية أخرى هامة سميت سليدج هامر او المطرقة Sledgehammer، وتم خلالها سجن 300 مسؤول بالجيش.
واتهموا جميعا بالتخطيط لانقلاب عام 2003 ضد حكومة حزب العدالة والتنمية، لكن اتضح بعد ذلك أن معظم الأدلة كانت ملفقة.
وتمت تبرئة جميع المتهمين في كلتا القضيتين.
ومن المعروف أن أتباع رجل الدين الإسلامي عبدالله غولن، في الجيش والمخابرات والشرطة والقضاء كانوا وراء هذه المحاكمات.
وغولن هو رجل دين إسلامي بارز ومؤثر في تركيا، ويقيم في المنفى في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة منذ عام 1999.
واعتمد حزب العدالة والتنمية على حركة غولن للقضاء على العلمانية المسيطرة على الدولة والجيش.
وأدى انهيار القضايا إلى تهميش الجيش، وبعد ذلك بدأ الصراع على السلطة بين حزب العدالة والتنمية وحركة غولن من أجل السيطرة على البلاد.
ووجود حركة غولن في بنية الدولة التركية عميق للغاية ومن الصعب تتبعه.
Image caption خرجت نظريات تتهم إردوغان نفسه بتدبير الانقلاب لإحكام قبضته على البلاد والتخلص من كل معارضيه
وتعهد الرئيس إردوغان بتطهير البلاد مما أسماه "الكيان الموازي الإرهابي"، وأطلق اعتقالات وتحويلها إلى النموذج المكارثي في مطاردة الساحرات في بعض جوانبها، ويحولها إلى مطاردة على غرار مكارثي في بعض النقاط. لكنه اعترف أن الأمر سيحتاج وقتا.
ومع ذلك، يبدو إردوغان مسيطرا على الوضع في ظل وجود قادة الجيش الكبار إلى جانبه.
وهو ما يتضح خاصة إذا ما كان أفراد الدرك والقوات الجوية هم من نفذوا محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز.
وأدانت قطاعات رئيسية من الجيش محاولة الانقلاب بشدة.
وبحسب تقارير فإن المجلس العسكري، الذي حاول الانقلاب، احتجز القائد العام للقوات المسلحة واثنين من الجنرالات من القوات البحرية كرهائن.
وأفُرج لاحقا عن قائد القوات المسلحة، ولكن مكان وجود جنرالات البحرية لا يزال مجهولا.
هناك العديد من النظريات حول من يقف وراء هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وتشير إحدى النظريات إلى أن الرئيس إردوغان من يقف وراءها، وأنها "عملية مزيفة" أراد إردوغان من خلالها كسب المزيد من السلطة، ولكن المنطق يشير إلى أن الحدث أبعد ما يكون عن عملية مزيفة.
بينما تتبنى الحركة الكردية نظرية أخرى تتمثل في أن الكماليين الموجودين في الجيش، أتباع مؤسس تركيا العلمانية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، خدعوا أتباع فتح الله غولن وقرروا الإطاحة بهم من خلال تنفيذ هذا الانقلاب.
وعلم الكماليون أن هذا الانقلاب سوف يفشل، وعندها سيتحرك إردوغان ضد أنصار غولن ويتحرك لتطهير الجيش والدولة منهم.
والنظرية الثالثة التي أعلن عنها أحد مسؤولي الشرطة، تشير إلى أن حكومة العدالة والتنمية كانت تخطط لاعتقال انصار حركة غولن في الجيش يوم 16 يوليو/ تموز، وعندما علموا بهذه الخطط قرروا تنفيذ انقلاب عسكري سريع في يوم 15 يوليو/ تموز، لذلك ظهر بشكل مرتبك وغير منظم.
Image caption قطاعات رئيسية في الجيش التركي رفضت الانقلاب وساعدت في إفشال المحاولة
ووجه إردوغان ووزراؤه اللوم إلى حركة غولن وحملوها مسؤولية تدبير محاولة الانقلاب، وقالوا إن الجماعة في الرمق الأخير.
ربما يكون إردوغان محقا، لكن هناك الكثير الذي لم يظهر بعد.

أسئلة معلقة

أولا، استخدام العنف، بعيدا عن القيام بانقلاب، ليس طريقة العمل النموذجية لحركة غولن.
كما رأينا خلال عمليات ايرجينيكون والمطرقة الثقيلة، وانهيار عملية السلام الأولى (محادثات أوسلو) مع الأكراد، لجأت الحركة إلى وسائل أخرى مثل التنصت أو تلفيق الأدلة وحملات التشهير.
ثانيا، يشبه بيان المجلس العسكري، الذي تمت إذاعته بالقوة على التلفزيون الرسمي للحكومة أثناء محاولة الانقلاب، بصورة كبيرة خطاب مصطفى كمال أتاتورك الشهير إلى الشباب التركي.
أطلق مدبرو الانقلاب على أنفسهم أيضا اسم "مجلس السلام في الوطن"، وهو مشتق من مقولة أتاتورك الشهير "السلام في الوطن والسلام في العالم".
من ناحية أخرى، بالنظر إلى أن هذه الإشارات واضحة جدا، فإن مدبري الانقلاب ربما أردوا إدراجها عمدا للتلميح إلى أن هذا المجلس ينتمي إلى الكماليين بدلا من غولن.
وتزعم حكومة حزب العدالة والتنمية أن المدعي العام العسكري يقف وراء المحاولة، جنبا إلى جنب مع 46 ضابطا سُربت أسماؤهم إلى وسائل الإعلام في وقت متأخر من الليل.
لا شيء مؤكدا حتى الآن، ولكن انقلابا عسكريا هو آخر شيء تحتاج إليه تركيا في الوقت الذي تعاني من امتداد الحرب السورية، والتهديد من تنظيم دولة الإسلامية، والتمرد الكردي.

لماذا فشل الانقلاب العسكري في تركيا؟

لماذا فشل الانقلاب العسكري في تركيا؟

  • 16 يوليو/ تموز 2016
Image copyright Getty
Image caption استسلم عدد من الجنود الانقلابيين
لعدة ساعات ليلة الجمعة، بدا أن مئات من الجنود الأتراك سيطروا على منشآت رئيسية في العاصمة، أنقرة وفي مدينة إسطنبول.
لم يكن حضور الرئيس رجب طيب إردوغان لافتا عندما سيطر الانقلابيون على المباني الحكومية ووسائل الإعلام. كانوا في حاجة إلى تأمين دعم أفراد الشعب التركي وخصوصا أغلبية الجيش.
يبدو أن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، قاد جهود مقاومة الانقلاب العسكري، لكن كما يعرف معظم الأتراك، فإن الرئيس إردوغان هو الذي يتحكم في السلطة وينوي توسيع نطاقها.
إذا كان مقدرا للانقلاب أن ينجح، فإن المتآمرين كانوا ينوون تغييب إردوغان من الصورة لكنهم فشلوا في القيام بذلك. وقال لاحقا "أنا هو القائد العام للقوات المسلحة".

عندما أخذ المد في التراجع

لعدة ساعات، لم يكن من الواضح مكان وجود الرئيس إردوغان. ذكرت التقارير بأنه كان يقضي عطلته في منتجع مارماريس المطل على بحر إيجه، في أقصى الجنوب الغربي من تركيا.
بدأ مد الانقلاب العسكري في التراجع عندما حطت طائرة الرئيس في مطار أتاتورك بإسطنبول، وقدم مؤتمرا صحفيا في تحد للانقلابيين.
عندما حطت طائرة إردوغان في مطار أتاتورك، كان من الواضح أن الحكومة تستعيد السيطرة على مقاليد الأمور وتحصل على دعم كبار ضباط الجيش.
Image caption نزل أنصار إردوغان بكثافة إلى الشوارع دعما له
لكن أنقرة، حيث يوجد قصر الرئيس ومقر الحكومة، لم تكن مؤمنة، لكنه تمكن من مخاطبة الأتراك بشكل مباشر.
قال إردوغان للصحفيين "إن ما حصل كان خيانة وعصيانا". وقال أحد كبار مستشاريه، إلنور سيفيك، لبي بي سي بعيد ذلك إن الانقلاب فشل بفضل إرادة الشعب التركي.
وأضاف مستشار الرئيس قائلا إن "من الواضح جدا أنه كانت هناك محاولة انقلاب لكن سرعان ما تحول الوضع لصالح الحكومة، وطلب إردوغان من الشعب النزول بأعداد كبيرة إلى شوارع أنقرة وإسطنبول وهذا ما قاموا به".
ومضى قائلا إن الشعب التركي هو الذي استعاد السيطرة على مطار أتاتورك من الجيش، والشعب هو الذي استعاد السيطرة على التلفزيون والإذاعة الحكوميين من الجيش.

فرض رسالة معينة

Image caption إردوغان يلقي كلمة عند وصوله إلى مطار أتاتورك
في الحقيقة، رفض الجنود الذين سيطروا على الاستديوهات في قناة تي أر تي محاولة المدنيين لإرغامهم على مغادرة المكان، بالتالي تمكن قادة الانقلاب من مواصلة بث رسالتهم.
وقال الانقلابيون في بيانهم إن "مجلس السلام" استلم السلطة وفرضوا حظر التجوال في أرجاء تركيا.
ورفض العاملون في قناة سي إن إن التركية التعاون مع الانقلابيين إذ أوقفوا البث عندما دخل هؤلاء الجنود إلى غرفة المراقبة في أحد الاستديوهات، كما تعطلت وسائل التواصل الاجتماعي.
ولكن بالرغم من ذلك، لم تطل سيطرة الانقلابيين على وسائل الإعلام، كما أن الرئيس إردوغان قبل أن يصل إلى مطار أتاتورك اتصل بقناة سي إن إن التركية وظهر في فيديو داعيا الأتراك إلى النزول إلى الشوارع لدعم الحكومة والوقوف في وجه الانقلابيين.
ربما كان الرئيس إردوغان محظوظا إذ قال إن الفندق الذي كان يقضي فيه عطلته تعرض للقصف بعدما غادر، كما أن سكرتيره العام تعرض للاختطاف.

هل حظي الانقلاب بدعم واسع في الجيش؟

كان الانقلاب يحتاج لكي ينجح إلى دعم مختلف مكونات القوات المسلحة التركية. ربما شارك في الانقلاب عدد كبير من أفراد الجيش وفي عدة مدن تركية.
انتشرت الدبابات في الشوارع كما سيطر الانقلابيون على أحد الجسور في مضيق البوسفور.
لم يشارك رئيس الأركان الجنرال، هولوسي أكار، في الانقلاب، كما لم يشارك فيه قائد القوات المسلحة في إسطنبول الذي استلم القيادة عندما كان رئيس الأركان رهينة عند الانقلابيين.
أعلن قائد البحرية وقائد القوات الخاصة عن معارضتهما للانقلاب، كما أن طائرات إف-16 المقاتلة قصفت بعض الدبابات التابعة للانقلابيين.
وقال فادي هكورة من معهد تشاتام هاوس في بريطانيا إن الانقلاب لم يكن وفق المعايير الاحترافية، وفشل في استقطاب دعم عسكري واسع.
كما لم يحظ بالدعم السياسي أو بدعم أفراد الشعب. وقال حزب الشعب العلماني إن تركيا شهدت في السابق ما يكفي من الانقلابات ولهذا لم تكن راغبة في "تكرار هذه الصعوبات". ووقف الحزب القومي التركي أيضا خلف الحكومة في مساعيها لإحباط الانقلاب.

من هم المتآمرون؟

Image caption شاركت دبابات في الانقلاب لكن أفراد القوات الخاصة سيطروا على الموقف
يتعلق الأمر بفصيل داخل الجيش، وقال قادة عسكريون إنه يتشكل من مجموعة صغيرة داخل الجيش الأول الذي يوجد مقره في إسطنبول.
وقال فادي هكورة إن الانقلابيين "لم يمثلوا أغلبية واسعة داخل الجيش التركي"، معتقدا أن فشل الانقلاب دليل على أن الانقلابات لم تعد تحظ بدعم واسع من طرف أفراد الشعب كما كان الشأن سابقا في تركيا.
وحذر إردوغان منذ مدة من احتمال حدوث انقلابات عسكرية في بلاده، وحاولت حكومته في السنوات الأخيرة تطهير الجيش والشرطة من العناصر التي اشتبهت في أنها تحرض على حكومة العدالة والتنمية الإسلامية.

هل يمكن أن يكون قد خُطَِّط للانقلاب في الولايات المتحدة؟

اتهم إردوغان منذ سنوات حليفه السابق، فتح الله غولين، بالتآمر ضده. اختلف الرجلان ورحل غولين إلى منفاه الاختياري في الولايات المتحدة.
ولم يتأخر إردوغان في تحميل "الكيان الموازي" مسؤولية الانقلاب، في إشارة واضحة إلى منافسه غولين.
نفت جماعة غولين أن تكون قد شاركت في الانقلاب، وقالت مجموعة موالية لها إن محاولة الانقلاب "غريبة ومثيرة للاهتمام" لكنها رفضت الاعتداء على الديمقراطية، معربة عن مخاوفها من تعرض حركتها لهجمات أخرى.
تحركت الحكومة بسرعة وأوقفت خمسة جنرالات عن العمل و29 عقيدا قالت إن لهم صلات بالكيان الموازي، حسب وكالة الأناضول للأنباء.

محاولة الانقلاب في تركيا 2016

محاولة الانقلاب في تركيا 2016

Ambox currentevent.svg
محاولة الانقلاب في تركيا 2016
موقع محاولة الانقلاب في تركيا 2016 على خريطة تركيا
أنقرة
أنقرة
إسطنبول
إسطنبول
مرمريس
مرمريس
ملطية
ملطية
محاولة الانقلاب في تركيا 2016 (تركيا)
التاريخ 15–16 يوليو 2016
الموقع
الوضع فشل الانقلاب[6] التطورات البارزة:
المتحاربون
مجلس السلام تركيا الحكومة التركية
القادة والزعماء
آكين أوزتورك مزعوم[12]
محرم كوسا مزعوم[13]
رجب طيب أردوغان
بن علي يلدرم
خلوصي آكار
الإصابات والخسائر
مقتل 24–104 جندي مؤيد للانقلاب[14]
إسقاط مروحية يو إتش-60 واحدة[1]
اعتقال 7،543–8،775 (6،030 جندي، 2،745 من أعضاء السلطة القضائية)[14][15]
مقتل 63 من القوات الموالية للحكومة (60 ضابط شرطة و3 جنود)[14]
مقتل 145 مدني[14]
في المجمل 232–290+ قتيل و1،541 جريح[14][16]
المُحاولة الانقلابية التركية في 15 يوليو 2016 هيَ مُحاولة انقلاب عسكري فاشلة من قبل مَجموعة من ضُباط القوات المسلحة التركية حسب تأكيد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم.[17]، وكان قد دبرها فصيل داخل القوات المسلحة التركية،[18] وأعلن مدبرو الانقلاب إنشاء مجلس السلم من أجل أن تكون الهيئة الحاكمة في البلد.[19] من خلال بيان بث بعد سيطرتهم على قناة تي آر تي الرسمية التركية والذي تضمن خلاله حظر التجول في أنحاء البلاد وإغلاق المطارات،[20] وحسب المصادر العسكرية التركية فان قائدي القوات الجوية والبرية هما من نفذا الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وأن محرم كوسا وهو المستشار القانوني لرئيس الاركان هو من خطط للانقلاب.[21]
كان الرئيس أردوغان قد دعا الناس للنزول الى الشوارع لصد محاولة الانقلاب.[22] ووفقا لوكالة أنباء دوغان فإن الجنود أطلقوا النار على مجموعة من الأشخاص حاولوا عبور جسر البوسفور احتجاجا على محاولة الانقلاب مما أسفر عن وقوع إصابات،[23] في حين سمع دوي طلقات قرب المطارات الرئيسية في أنقرة واسطنبول.[23] وفي أنقرة قصفت مروحية تابعة للانقلابيين مبنى البرلمان التركي.[24]
في صباح السبت كان أردوغان قد وصل إلى مطار إسطنبول الدولي وسط ترحيب شعبي وأعلن عن إنهاء محاولة الانقلاب وتحدث بأن المتورطين سيعاقَبون بغض النظر عن المؤسسات التي ينتمون إليها.[25] وشهدت المدن التركية مظاهرات حاشدة دعما للحكومة الشرعية وللرئيس رجب طيب أردوغان، ورفضا لمحاولة الانقلاب [26] وحسب مواقع تركية فقد تم عزل 34 من قيادات الجيش التركي بينهم 5 جنرالات واعتقل 754 عسكرياً لهم علاقة بمحاولة الانقلاب.[27] وقتل نحو ستين شخصاً وعشرات الجرحى وحسب النائب العام فإن 42 قتيلا سقطوا في أنقرة بينهم 12 شرطيا.[28]
لاقت محاولة الانقلاب رفضاً من قيادات حزبية وعسكرية وبرلمانية تركية وكذلك رفض قائد القوات البحرية التركية الأميرال بوسطان أوغلو وزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كليجدار أوغلو الذي قال بأن "تركيا عانت من الانقلابات، وأننا سندافع عن الديمقراطية" [29]

محتويات

الخلفية

منذ إنشاء الدولة الحديثة في تركيا في عام 1923، نظمت القوات المسلحة التركية ثلاثة انقلابات عسكرية (في الأعوام 1960 و1971 و1980)، وتدخلت في عام 1997 عن طريق مذكرة عسكرية.[30] وقد اعتبر الجيش نفسه الوصي على الدولة التركية العلمانية المنشأة في عهد مصطفى كمال أتاتورك.[30]. وجرت محاكمات إرغينكون في السنوات التي سبقت محاولة الانقلاب عام 2016، والتي تعتبر محاولة من القادة المدنيين في تركيا تحت قيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لفرض الهيمنة على الجيش.

التفاصيل

مذيعة قناة تي آر تي تيجان كاراش Tijen Karaş التي بثت بيان الانقلابيين أثناء الانقلاب العسكري
احتجز عدد من ضباط الجيش التركي رئيس الأركان التركي خلوصي آكار، حيثُ كان مصيره مجهولاً وتم تحريره فيما بعد، بينما توقف التلفاز التركي الرسمي عن البث بعد فترة من إعلان الانقلاب رسمياً، وأعلن الجيش التركي منع التجوال في كافة ارجاء تركيا، وقد نقلت قناة الجزيرة عن توجه طيب أردوغان من أنقرة الى اسطنبول، وتم إجراء مكالمة عبر برنامج سكايب معه، حيث أمن المواطنين وطلب منهم الخروج إلى الشوارع والمطارات لرد الانقلاب.[31]
وتسود حالة من الغموض بشان الوضع في تركيا، بعد أنباء تحدثت عن محاولة إنقلاب في البلاد. وقد ذكر بيان منسوب للجيش التركي إنه تولى السلطة في البلاد، فيما أكد رئيس الوزراء بن علي يلدريم أن هناك "محاولة غير شرعية" تقوم بها "مجموعة" داخل الجيش، في وقت ذكرت فيه مصادر إعلامية إن جماعة فتح الله غولن تقف وراء المحاولة الانقلابية.
وأضاف بيان الجيش أنه تولى السلطة "للحفاظ على الديمقراطية"، وأن جميع العلاقات الخارجية الحالية للبلاد ستستمر، لكن مصدراً بالرئاسة التركية قال إن البيان الذي صدر باسم القوات المسلحة لم يكن مصرحا به من قيادة الجيش التركي، ومن جهته قال رئيس الوزراء بن علي يلدريم في تصريحات لمحطة إن تي في القناة التلفازية الخاصة "بعض الأشخاص نفذوا أعمالا غير قانونية خارج إطار تسلسل القيادة.. الحكومة المنتخبة من الشعب لا تزال في موقع السلطة. هذه الحكومة لن ترحل إلا حين يقول الشعب ذلك". يأتي هذا، فيما أفاد مراسل قناة الجزيرة بقطع حركة المرور فوق جسري البوسفور بين قارتي آسيا وأوروبا، فيما كانت مقاتلات تحلق على علو منخفض فوق أنقرة. وأظهرت لقطات نشرتها وكالة "دوغان" للأنباء عمليات تحويل السيارات والحافلات فوق الجسر، فيما أظهرت محطة قناة "سي.إن.إن. تورك" مركبتين عسكريتين ومجموعة من الجنود يصطفون عند مدخل أحد الجسرين في كبرى مدن البلاد.
لكن وكالة "سي ان ان" الامريكية اعلنت في خبر عاجل اختباء الرئيس التركي طيب اردوغان وانه في مكان آمن. وانتشرت الآليات ومئات من الجنود في الطرقات ومداخل المدن . ولا تزال المناوشات واطلاق النار يُسمع في مناطق مختلفة، وأصدرت السلطات التركية قرارا بحجب موقعي الفيسبوك وتويتر عن البلاد.
كما نقلت رويترز عن وقف الرحلات المدنية من وإلى مطار إسطنبول، وفي وقتٍ سابق قالت صحيفة يني شفق التركية الجمعة 15 يوليو 2016 إن جماعة غولن المعارضة تحاول الاستيلاء على رئاسة الأركان التركية.
وشوهدت طائرات تحلق في سماء العاصمة التركية فيما سمع اطلاق نار متقطع في مناطق مختلفة كما اطلقت مروحيات النار على مبنى المخابرات التركية. وقال شاهد من وكالة رويترز الاخبارية، مساء الجمعة، إنه سمع دوي إطلاق نار في العاصمة التركية أنقرة، إضافة إلى انتشار مكثف لقوات الأمن والجيش في شوارع العاصمة التركية أنقرة وإسطنبول. وأظهرت لقطات نشرتها وكالة دوجان للأنباء عمليات تحويل السيارات والحافلات، فيما تحلق طائرات حربية وطائرات هليكوبتر في سماء أنقرة.
وظهر أردوغان في خطاب تلفازي يوم 16 يوليو صباحا، وقال: إن "التحرك العسكري خيانة". وتعهد أردوغان بتطهير الجيش قائلا:" هؤلاء الذين قادوا الدبابات عليهم العودة من حيث أتوا." ووصف قادة الانقلاب بـ "الخونة".[32]
دبابات الإنقلابيين العسكريين متوجهة نحو مطار أتاتورك

ردود الفعل

المحلية

جماهير الشعب التركي تخرج لتظهر في جميع أنحااء تركيا رفضا للإنقلاب و طلبا من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

الدولية

  •  الإمارات - رحب الإمارات العربية المتحدة بعودة الأمور الى مسارها الشرعي والدستوري وبما يعبر عن إرادة الشعب التركي[34]
  •  أيرلندا – أدلى وزير الشؤون الخارجية تشارلي فلاناغان ببيان يدعو إلى ضبط النفس واحترام المؤسسات الديمقراطية في تركيا.[35]
  •  الولايات المتحدة:قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما بحث الأوضاع في تركيا خلال اتصال هاتفي مع وزير خارجيته جون كيري مساء اليوم الجمعة واتفقا على ضرورة أن تقوم جميع الأطراف بدعم الحكومة المنتخبة ديمقراطيا وضبط النفس وتجنب العنف وسفك الدماء.[36]
  •  المغرب: رفضت الخارجية المغربية المحاولة الإنقلابية التي قادها جزء من الجيش التركي ضد الرئيس المنتخب رجب طيب أردوغان والحكومة التركية بقيادة علي يلدريم.[37]
  •  قطر:أعربت دولة قطر عن استنكارها وإدانتها الشديدين لمحاولة الانقلاب العسكري والخروج على القانون وانتهاك الشرعية الدستورية في جمهورية تركيا.[38]
  •  تونس:هنأ رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي، نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في برقية وجهها له، بعودة الشرعية الدستورية الى تركيا الشقيقة، وبنجاحه في إفشال المحاولة الانقلابية، الرامية إلى الإلتفاف على خياراته وعلى مؤسساته الديمقراطية المنتخبة.[39]
  •  السعودية: رحبت المملكة بعودة الأمور إلى نصابها في تركيا بقيادة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان وحكومته المنتخبة وفي إطار الشرعية الدستورية، وفق إرادة الشعب التركي.[40]
  •  السلطة الوطنية الفلسطينية: هاتفَ وزير الخارجيَّة الفلسطيني رياض المالكي نظيره التركي مولود شاويش أوغلو، مهنِّئاً إياه بانتصار الديمقراطية وهزيمة الإنقلابيين ومحاولتهم البائسة في إحداث إنقلاب وزعزعة الاستقرار في الجمهورية التركية الصديقة.[41]
  • فلسطين غزة: استنكرت حركة المقاومة الإسلامية حماس المحاولة الآثمة للانقضاض على الخيار الديموقراطي للشعب التركي الشقيق، وهنأت في بيان لها الشعب التركي العظيم و قيادته المنتخبة وعلى رأسها الرئيس أردوغان وأحزابه الأصيلة وقوات أمنه وجيشه المخلصة على انتصارهم العزيز في الحفاظ على الديموقراطية والحرية والإستقرار.[42]
  •  فرنسا: حذرَ وزير الخارجية الفرنسي مارك ايرولت تُركيا من عمليات التطهير، حيثُ قال: "نُريد أن يسود القانون في تركيا بشكل تام ومحاولة الانقلاب لا تعطي أوردغان شيكاً على بياض للقيام بعمليات تطهير مرفوضة فالقانون يجب ان يكون سيد الموقف".[43]

الأحزاب

وثيقة حزب العدالة و التنمية المغربي ضد الإنقلاب العسكري التركي
تعليق

إنجازات "الديمقراطية" الأردوغانية في 3 أيام:
فصل 1577 أستاذا جامعيا عن العمل بينهم عمداءكليات وأساتذة جامعات.
فصل 15200 موظف ومعلم من وزارة التعليم التركية.
فصل 1500 موظف بوزارة المالية.
فصل 257 موظفا عاملا في مجلس الوزراء.
فصل 260 موظفا من رئاسة الجمهورية
سحب رخص 21 ألف من مدرسي المدارس الخاصة.
منع مليون و100 ألف مواطن من حملة الجوازات الخضراء من السفر (عاملين بمؤسسات حكومية وشبه حكومية)
ارتفاع نسبة الاعتقالات في صفوف جنرالات الجيش إلى 30% (103 من أصل 358)
ارتفاع قرارات الإقالة في صفوف الشرطة لتصل إلى 9000 بينهم 30 مسؤول كبير
ارتفاع الاعتقالات لتصل إلى 7554 شخص بينهم 6038 عسكري و755 قاض و100 شرطي
اعتقال 20% من جنرالات الجيش التركي (80من أصل 358)
إقالة 30 محافظ
إقالة 50 موظف رسمي كبير.

السؤال الأول : كيفاش قدر أردوغان يتحقق من أن كااااع هاد الناس انقلاببين ف3 ايام ؟!
السؤال الثاني : واش يحق له أصلا يجري على عباد الله ملخدمة و يعتقلهم قبل ما تظهر نتائج التحقيق وقبل ما يتفتح أصلا هه ؟!
السؤال الثالث : اش دخل الأساتذة وموظفين البلديات و ما جاورهم فالتخطيط للانقلاب على رئيس الجمهوري ؟!و لا باغي يخونج مفاصل الدولة كلها وصافي ؟!
جاوب وستربح رحلة سياحية لتركيا للاستمتاع بمشاهد تعذيب الانقلابين و لأخذ سيلفي مع حبيبك أردوغان

تصريح أردوغان

وفي نفس السياق ألقى الرئيس رجب طيب أردوغان خطابا فى فجر يوم السبت وأعلن بأنه سيطهر الجيش من الإنقلابيين وأعلن رجوع الدبابات إلى ثكناتها وما زال الوضع حتى الآن فى تركيا مجهولا.

منفذو محاولة الانقلاب والاعتقالات

حتى الآن لا يعرف أحد من هو قائد الإنقلاب و لكن أغلب الأراء تشير إلى أن قائد هذا الإنقلاب هو محرم كوسا، ثم تم لاحقا اعفاء عدد من القيادات من مناصبها واعتقال اعداد اخرى، بعضهم ضباط وجنرالات في الجيش، منهم الأميرال "هاكان أوستام" من قيادة خفر السواحل، والجنرال "يونس كوتامان"، قائد لواء الكوماندوز الـ49 في ولاية بينغول، والجنرال "إسماعيل غونيشار"، قائد لواء الكوماندوز الثاني في ولاية بولو. وقائد حامية مضيق جناق قلعة، الأميرال "سيردار أحمد كوندوغدو"، وقائد حامية باليكسير الجنرال "محمد آق".[44]. كما تم اعتقال قائد الجيش التركي الثاني الجنرال "آدم حودوتي" ورئيس أركانه "عوني آنغون"، وايضا قائد الفيلق الثالث "إردال أوزتورك". [45]
كما ازيل ما يربو على 2700 من العاملين في السلك القضائي جلهم من القضاة، بالإضافة إلى أعضاء في المجلس الأعلى للقضاء.[11]

تصريحات

رئيس الوزراء بينالي يلديريم


تركيا النضال و المقاومة .الرفيق عبد الهادي بنصغير

تركيا النضال و المقاومة . La police du sultan ottoman réprime hier , place Galatasaray à Istanbul , les manifestantes de l'association...